أربعةُ أفكار أساسية يجب أن تدركها جيدًا إن أنت أردتَ استغلال سَفرك لتعلم لغة أجنبية - برنامج فوكسي لإدارة المحتوى Foxy CMS
أربعةُ أفكار أساسية يجب أن تدركها جيدًا إن أنت أردتَ استغلال سَفرك لتعلم لغة أجنبية
حجم الخط :
A-
A=
A+

إن السفر خلال العطلة الصيفية من أهم الأمور التي يقوم بها طلاب الجامعات والأكثر شيوعًا بين أفراد جيلنا الحالي، حيث أن فرص السفر خارج البلد والتمتع بجمال العالم وروعة بقاعه من الأمور التي أصبحت متاحة لشريحة عريضة من الشباب.

خلال السفر، لابأس بالقليل التعلم، فهذا الأخير لاينتهي أبدًا بانتهاء الموسم الدراسي، بل يجب أن يصاحبنا حتى خلال العطل، خاصةً بالنسبة لتعلم أي لغة أجنبية، والذي لايستدعي دخول المدرجات أو حضور الدروس الأكاديمية، فأساليبه متنوعة وأغلبها فعالٌ خارج أسوار المؤسسات الدراسية.

جمعًا منا للموضوعين (السفر – تعلم اللغات)، سنحاول من خلال هذا الموضوع أن نطرح أكثر أربعة أفكارٍ أساسية يجب أن تدركها وتستوعبها جيدًا إن أنت أردت السفر واستغلاله لتعلم لغة البلد المستقبل.

السفر = مصاريف

إن أي شخصٍ، كيفما كان، أراد السفر من أجل استغلال الاجازة والعطلة لابد وأن يفكر في مصاريف تذاكر الطيران، غرفة الفندق، المأكل… الأمر الذي سيجعله لامحاله يتراجع عن فكرته إن هو وجد أن المبلغ ضخم أو أنه لايملكه في الوقت الراهن.

طبعًا لايوجد وصفة سحرية، ولا حل غريب أو مميز، فلا سبيل سوى التخطيط المبكر للسفر. أي أنه، وإن كنت من هؤلاء، فلابد أن تحضر للسفر قبل العطلة الصيفية بمدة طويلة، حيث تجمع المعلومات الكافية عن وجهتك وعن المصاريف الملزمة وأثمنة التذاكر والمأكل والمشرب… حتى تستطيع توفير المبلغ الكافٍ قبل بداية العطلة سواء عن طريق إدخار مصروفك أو العمل بدوامٍ جزئي…

أيضًا، من أهم المميزات التي يمكن أن تجدها متاحة هو تعدد الدول التي تتحدث اللغة الأجنبية الواحدة، لهذا، ابدأ بتحديد اللغة التي تود تعزيز مستواك فيها والتي تود تعلمها خلال السفر وابحث عن الدول التي تعتبر لغتها الرسمية واختر أقلها تكلفةً. بهذه الطريقة، ستتمكن من تقليص مصاريف السفر لأقل قدر ممكنٍ.

السفر = التمرن على اللغة : خطأ !

إن السفر لايعني بالضرورة أنك ستتمرن بشكلٍ أساسي على لغته الرسمية، فقد تسافر مثلًا عند قريبٍ لك في أروبا فلا تتحدثان طوال فترة تواجدك هناك سوى العربية، لتصبح بذلك لغة البلد المُستقبل مجرد لغة عابرة كنت تسمعها دون تركيز أو اهتمام.

لهذا، يجب أن تجعل منذ البداية، وقبل سفرك، التمرن على اللغة مع السكان الأصليين هدفًا وغايةً تود أن تحققها مهما كانت مدة ومكان إقامتك في البلد الأجنبي.

من جهة أخرى، فالتقرب من اللغة الأجنبية لايقتصر فقط على الحديث بها، بل يشمل أيضًا التعرف على تراثها ومصطلحاتها “الدارجة” المتداولة وطباعها… لهذا، لا تقتضب خلال سفرك في التحدث، بل حاول اكتشاف أكبر قدر ممكن مما يحيط بك من معالم ومميزات لهذا البلد. الأمر الذي سيجعلك تنغمس بشكلٍ سلس في ثقافتها ولغتها، وسيسهل عليك عملية التواصل التي ستقوم بها والتي لاتقتصر على الجانب اللغوي فقط بل أيضًا الحركي واللالغوي.

المتحدثون الأصليّون… أين تجدهم ؟!

إن أهم مرحلة خلال السفر ليست التحدث والتمرن على اللغة نفسها، بقدر ماهي مرحلة إيجاد متحدثين أصليين. فلاأحد هناك لمساعدك، كما أن الجميع ليس له الوقت الكافي للاستماع لك أو التحدث معك، بل أفضل من ذلك، قد يتركك الشخص ويذهب قبل أن تتمكن من إتمام جملةٍ (شبه) صحيحة مستخدمًا اللغة الأجنبية…

لاتخف ولاتتوتر، فيكفي أن تكون اجتماعيًّا لتستطيع اكتساب معارف، كما يمكنك أن تستغل من حولك بطريقة سليمة ومشروعة من أجل مساعدك بشكلٍ غير مباشر.

لاتتجه لشخصٍ لتسأله إلا بعد تحضير سؤال سليم، يمكن أن تحفظه ؛ لابأس… المهم تجعله ينغمس في حوارك بشكل سريع، فيفهم بذلك سؤالك الأول (أي مدخل الحديث) ثم سيُجَر بشكلٍ سلس إلى بقية الحوار.

أيضًا، يجب أن تبحث عن الشخص المناسب في المكان المناسب، كأن تحاول الذهاب للمقاهي الشعبية التي ستجد بها لامحاله من الجالية العربية في بلاد المهجر، فالمتحدث الأصلي لايعني بالضرورة أحادي اللغة… يمكن أيضًا أن تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التعرف على متحدثين أصلين قبل سفرك أو خلاله…

الإنجليزية = حل الطوارئ

لابد وأنك تعلم جيدًا أن اللغة الإنجليزية باتت حاضرة في العالم أجمع، فكيفما كان البلد المستقبل، يمكنك بشكلٍ سهل أن تتواصل مع سكانه باللغة الانجليزية فتجد غايتك أو وجهتك التي تسأل عنها.

هنا، وإن وجدت صعوبة في استخدام اللغة الأصلية، ستجد نفسك تستبدلها باللغة الأنجليزية (خاصة إن لم تكن هي اللغة الأجنبية التي تود تعلمها) شيئًا فشيئًا إلى أن تعتمد عليها كليًا وتقنع نفسك أنك ستستثمر الرحلة القادمة في تعلم اللغة. وهذا أمر خاطئٌ تمامًا، فاللغة الإنجليزية هي لغة طوارئ فقط، فلا تجعلها في الصدارة، ولا تنساقَ عن هدفك الأساسي.

إن الحل الأساسي الذي سيمكنك من تجاوز هذا المشكل هو إجابتك على السؤال “متى يمكن السفر لتعزيز اللغة الأجنبية؟”

الإجابة تختصر في أن تحقيق هذه الغاية يستدعي تحقيقك لمستوى جيد في اللغة الأجنبية، حيث لايجب السفر إن كنت لازلت مبتدئًا في تعلم اللغة، فذلك لن يساعدك في شيء، وأيضًا يفضل عدم السفر بعد التمكن التام من اللغة لإن الدعم الذي سيقدمه السفر في هذه الحالة سيكون ضئيلًا. لهذا، يستحسن سفرك خلال تمكنك المتوسط من اللغة والإلمام بمفرداتها الأساسية وبعض قواعدها ليكون بذلك السفر مثمرًا وفعالًا.

بإدراكك لهذه الأفكار الأربع واستيعابك التام لها، أظنك بتَّ مستعدًا للسفر خارج البلاد واكتشاف مكان جديد مفيدٍ نفسيًّا ولغويًّا.

أضف تعليق